تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
"علية السنديانة العامليّة.. تقديم راية الإمام الرضا عليه السلام للحاجة عفاف الحكيم تكريماً لها حفل توقيع كتب "علية السنديانة العامليّة"، "دار سكنة" و "ذات أحلام وسفر" حفل توقيع كتابي "دَار سُكنة"و"ذاتَ أحلامٍ وسَفَرَ" جديدنا "ذاتَ أحلامٍ وَسَفَر" "دار سُكنة.. [أيقونة جبشيت] سيرة والدة الشهيد القائد الشيخ راغب حرب" تقرير مشروع رداء النور بمناسبة ولادة الإمام الحسن (ع) رئيسة الجمعيات الحاجة عفاف الحكيم تشارك في "مؤتمر الدولي السيدات والقدس الشريف" الذي عُقد نهار الخميس بتاريخ 06 أيار 2021م بيان استنكاري من الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي بالتفجير الإرهابي الذي حصل في كابول في 6 أيار 2021 تقرير مشروع  "رداء النور" بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج) في منطقة حام، زبود، الجوبانية ورام..
بأقلامكم خدمة RSS صفحة البحث تواصل معنا الصفحة الرئيسة

 




 

 
فلاشات إخبارية
حافظات للقرآن الكريم
السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب (رضي الله عنها)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة
قيل إن أمها أم ولد تزوجها إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر فولدت له ولدين: القاسم وأم كلثوم ولم يعقبا وبعده تزوجت بالحسن بن زيد فولدت له نفيس، بمكة سنة 145 هـ وكانت نفيسة من الصلاح والزهد على الحد الذي لا مزيد عليه فيقال: إنها حجت ثلاثين حجة وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار فقيل لها: ألا ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون، وكانت تحفظ القرآن وتفسيره، وكانت لا تأكل إلا في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ولا تأكل من غير زوجها شيئاً.
وقيل: إنها تعلقت بحب كتاب الله تعالى، فكانت موصولة القلب بالعزيز الحميد، تقرأ كتابه حين تصبح، وحين تمسي، وحين تظهر، وواظبت على قراءته مدة حتى حفظته، وأجادت استظهاره كاملاً.
ثم إن نفسها تاقت لمعرفة علوم القرآن، فراحت تتابع علوم التفسير حتى رسخت في هذا الفن، وتم لها ما أرادت، وغدت متفردة في معرفة تفسير القرآن العظيم والوقوف على أسرار معانيه، والتبحر في آفاق مثانيه، فامتلأت نفسها نوراً، وقلبها علماً وحكمة من معرفتها إتقان علوم القرآن وحفظه وتفسيره.
وقيل:إنها توفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين للهجرة ودفنت في منزلها المعروف بخط درب السباع بمصر ويقال: إنها حفرت قبرها هذا وقرأت فيه مائة وسبعين ختمة وإنها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت في حزبها إلى قوله تعالى: «قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» (سورة الأنعام؛ الآية: 12) ففاضت نفسها مع قوله تعالى: «الرَّحْمَةَ» (سورة الأنعام؛ الآية: 12)، وكان سبب دخولها إلى مصر كما قال ابن خلكان: إنها دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر وقيل: مع أبيها الحسن وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم وهو إلى الآن باق كما كان، ولما ماتت سنة 208هـ عزم زوجها على حملها إلى المدينة فقال: إني أحملها إلى المدينة وأدفنها بالبقيع. فاجتمع أهل مصر إلى أمير البلد واستجاروا به عند إسحاق ليرده عما أراد فأبى فجمعوا له مالاً جزيلاً حتى وسق بعيره الذي أتى عليه وسألوا أن يدفنها عندهم فأبى فباتوا منه في ألم عظيم فلما أصبحوا اجتمعوا إليه فوجدوا منه غير ما عهدوه بالأمس فقالوا له: إنّ لكل شأناً عظيما. قال: نعم رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يقول لي: رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم. فدفنها في المنزل الذي كانت تسكنه في محله كانت تعرف قديماً بدرب السباع وقد بادت ولم يبق منها سوى قبرها.
وقيل: لما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاث الناس من ظلمه وتوجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه إليها: فقالت لهم: متى يركب؟ قالوا: في غد فكتبت رقعة ووقفت بها في طريقه وقالت: يا أحمد بن طولون. فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه وأخذ منها الرقعة وقرأها فإذا فيها: ملكتم فأسرتم وقدرتم فقهرتم وخولتم فعسفتم وردت إليكم الأرزاق فقطعتم هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لاسيما من قلوب أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عريتموها فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم. اعملوا ما شئتم فإنا صابرون وجوروا فإنا بالله مستجيرون واظلموا فإنا إلى الله متظلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. فعدل لوقته.
وقال الشيخ محمد الصبان في كتابه "إسعاف الراغبين" إن السيدة نفيسة -رضي الله عنها- ولدت بمكة سنة خمس وأربعين ومائة ونشأت بالمدينة في العبادة والزهد وكانت ذات مال ولما ورد الشافعي إلى مصر كانت تحسن إليه وربما صلى بها في رمضان. ولما قدمت مصر كانت بها بنت عمها السيدة سكينة ولها بها الشهرة التامة فخلعت عليها الشهرة، فصار للسيدة نفيسة القبول التام بين الخاص والعام، وماتت وهي صائمة فألزموها الفطر فقالت: وا عجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أأفطر الآن هذا لا يكون؟! ثم قرأت سورة الأنعام. فلما وصلت إلى قوله تعالى: «لَهُمْ دَار السَّلَام عِنْد رَبّهمْ» (سورة الأنعام؛ الآية: 127) غشي عليها ثم شهدت شهادة الحق وقبضت إلى رحمة الله. 
وقال السخاوي في كتاب "المزارات": إن سبب قدوم السيدة نفيسة إلى مصر أنها حجت ثلاثين حجة، وفي الحجة الأخيرة توجهت مع زوجها إلى بيت المقدس، فزارت قبر الخليل إبراهي، وأتت مع زوجها مصر في رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وكان لقدومها إلى مصر أمر عظيم تلقاها الرجال والنساء من العريش، ونزلت أولا عند كبير التجار بمصر وهو جمال الديم عبد الله بن الجصاص وكان من أصحاب المعروف والبر، فأقامت عنده شهورا يأتي إليها الناس من سائر الآفاق للتبرك، ثم تحولت إلى مكانها المدفونة به وهبه لها أمير مصر السري بن الحكم وسبب ذلك أن بنتا يهودية زمنة تركتها أمها عندها وذهبت إلى الحمام فقدر الله شفاءها على يد السيدة -رضي الله عنها- وعند ذلك أسلمت البنت وأبواها وجماعة من الجيران يبلغ عددهم نحو السبعين نفرا، ولما شاع ذلك لم يبق أحد في مصر، إلا قصد زيارتها وكثر الناس على بابها فطلبت الرحيل إلى بلاد الحجاز فشق على أهل مصر ذلك وسألوها الإقامة فأبت، فركب إليها السري بن الحكم وسألها الإقامة فقالت: إني امرأة ضعيفة وقد شغلوني عن عبادة ربي ومكاني قد ضاق بهذا الجمع الكثيف.
فقال لها السري: أما ضيق المكان فإن لي دارا واسعة بدرب السباع فأشهد الله أني قد وهبتها لك وأسألك أن تقبليها مني، وأما الجموع الوافرة فقرري معهم أن يكون ذلك يومين في كل أسبوع وباقي أيامك في خدمة مولاك فجعلت لهم السبت ويوم الأربعاء إلى أن توفيت. وقد أقبل على زيارتها في الحياة وبعد الممات خلق كثير لا يحصون من العلماء والخلفاء والأولياء وغيرهم.
وقيل: إن الحنفي كان يقول عند زيارتها السلام والتحية والإكرام من العلي الرحمن على نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة وابنة علم العشرة الإمام حيدرة السلام عليك يا ابنة الحسن المسموم أخي الإمام الحسين سيد الشهداء المظلوم السلام عليك يا ابنة فاطمة الزهراء وسلالة خديجة الكبرى -رضي الله تبارك وتعالى عنك وعن جدك وأبيك- وحشرنا في زمرة والديك وزائريك. اللهم بما كان بينك وبين جدها ليلة المعراج اجعل لنا من همنا الذي نزل بنا انفراج، واقض حوائجنا في الدنيا والآخرة يا رب العالمين.
وكان بعض زائريها يقول عند مشهدها:
يا رب إني مؤمن بمحمد ... وبآل بيت محمد بتوال
فبحقهم كن شافعا لي منقذا ... من فتنة الدنيا وشر مآل وكان بعضهم يقول أيضاً:
يا بني الزهراء والنور الذي ... ظن موسى أنه نار قبس
لا أوالي قط من عاداكم ... أنهم آخر سطر في عبس
وبعد وفاتها صارت أرباب الدولة تبني ضريحها الشريف تبركا بمقامها المنيف، فمنهم ذات الحجاب المنيع والقدر الرفيع، والدة السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب أنشأت رباطا بجوارها والملك الناصر محمد بن قلاوون أمر بإنشاء جامع بخطبة وشيد بناءه، ولما توفي الخليفة أمير المؤمنين أبو العباس أحمد بن العباس المعروف بالأسمر في سنة إحدى وسبعمائة أمر السلطان الناصر أن يدفن بالمشهد النفيسي فدفن هناك وأقيمت عليه قبة.
ومن النوادر التي حصلت في مشهد السيدة نفيسة كما قال الجبرتي في تاريخه والأمير علي باشا مبارك في خططه أنه في سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف اجتمع الخدام في المشهد النفيسي بواسطة كبيرهم الشيخ وأظهروا عنزا صغيرا وزعموا أن جماعة أسرى من بلاد النصارى توسلوا بالسيدة نفيسة وأحضروا ذلك العنز لذبحه في الليلة التي يجتمعون فيها للذكر والدعاء ويتوسلون في خلاصهم من الأسر،  فاطلع عليهم الكافر فزجرهم وسبهم ومنعهم من ذبح العنز فرأى في المنام رؤيا هائلة فاعتقهم وأعطاهم دراهم وصرفهم مكرمين فحضروا إلى مصر ومعهم العنز فذهبوا بها إلى المشهد النفيسي وكثرت فيه الخرافات وتقاويل الناس فمن قائل: إنهم أصبحوا وجدوها عند المقام. ومن قائل: فوق المنارة. ومن قائل: سمعناها تتكلم.
ومنهم من يقول: السيدة أوصت عليها وأن الشيخ سمع كلامها من القبر، ثم بعد هذه الشهرة أبرزها الناس وجعلها بجانبه وجعل يقول من الخرافات التي يستجلب بها قلوب الناس ويجمع بها الدنيا وتسامع الناس بذلك وأقبلوا من كل فج رجالا ونساء لزيارتها، وأتوا للشيخ بالنذور والهدايا، وعرفهم أنها لا تأكل إلا قلب اللوز والفستق، ولا تشرب إلا ماء الورد والسكر المكرر، فأتوه من كل جانب بالقناطير من ذلك وعلموا للعنز القلائد والأطواق الذهبي، وافتتنوا بها وشاع ذلك الخبر عند الوزراء والأمراء وأكابر النساء فجعلن يرسلن كل على قدر مقامه من النذور، وازدحمن على زيارتها فأرسل الأمير عبد الرحمن كتخدا إلى الشيخ عبد اللطيف يتلمس منه الحضور إليه بالعنز ليتبرك بها هو وحريمه فركب الشيخ بغلته والعنز في حجره، وصحبته الطبول والبيارق والجم الغفير من الناس حتى دخلوا إلى بيت ذلك الأمير على تلك الحالة، وصعد بها إلى المجلس وعنده كثير من الأمراء فتملس بها وأمر بإدخالها إلى الحريم للبركة، وكان قد أوصى بذبحها وطبخها، فلما ذبحوها وطبخوها أخرجوها مع الغداء فأكلوا منها وصار الشيخ يأكل والأمير يقول: كل يا شيخ من هذا التيس السمين.
فيقول: والله إنه طيب ونفيس، وهو لا يعلم أنه عنزه وهم يتغامزون ويضحكون، فلما أكلوا وشربوا القهوة طلب الشيخ العنز فعرفه الأمير أن الذي كان بين يديه وأكل منه هو العنز، فبهت الشيخ عند ذلك ثم بكته الأمير ووبخه وأمر أن يوضع جلد العنز على عمامته، وأن يذهب به كما جاء بموكبه وبين يديه الطبول والأشائر ووكل به من أوصله إلى محله على الصورة المذكورة وفي ذلك يقول الأديب الكامل والشاعر الناثر عبد الله بن سلامة الأدكاوي:
ببنت رسول الله طيبة الثنا ... نفيسة لذ تظفر بما شئت من عز
ورم من جداها كل خير فإنها ... لطلابها يا صاح أنفع من كنز
ومن أعجب الأشياء تيس أراد أن ... يضل الورى في حبها منه بالعنز
فعاجلها من نور الله قلبه ... بذبح وأضحى الشيخ من أجلها مخزي



المصادر:
- الدر المنثور في طبقات ربات الخدور: زينب فواز، مجلد : 1 
- أعلام النساء المؤمنات: محمد الحسن وأم علي مشكور. الطبعة الأولى، 1411هـ.
- أعيان النساء عبر العصور المختلفة: الخطيب الشيخ محمد رضا الحكيمي. مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1403هـ- 1983م.
- نساء من التاريخ: أحمد خليل جمعة. الطبعة الثانية، اليمامة، 1420هـ- 2000م.

08-06-2016 | 11-20 د | 2139 قراءة
الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=37
http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=12
 
 

malafmoatamar




 
 
موقع ممهدات*** متخصص في دراسات المرأة والأسرة والطفل آخر تحديث: 2022-11-02

انت الزائر رقم: 12655695